أمين الدوبلي (أبوظبي)

حسم البرتغالي كارلوس كيروش، مواجهته مع الإيطالي مارشيلو ليبي، عندما تفوق عليه فنياً، ليقود إيران إلى «مربع ذهب» كأس آسيا، واستغل المدرب ولاعبوه أخطاء دفاع «التنين»، لهز شباكه ثلاث مرات، ليضرب الفريق الريراني موعداً مع اليابان يوم الاثنين المقبل، على استاد هزاع بن زايد، وكشفت مباراة ربع النهائي عن معاناة «كتيبة ليبي» من الإجهاد، بسبب المعدل المرتفع لأعمارهم، والارتباك الناتج عن سوء الإعداد والتنظيم، وانعدام التركيز الذي أدى إلى استقبال هدف مبكر في الدقيقة 16 عن طريق مهدي طارمي، وغابت ردة فعل الصين، لتهتز شباكه مجدداً بهدف سردار أزمون في الدقيقة 30، وفي الوقت المحتسب بدلاً من الضائع سجل «البديل» كريم أنصاري الهدف الثالث من هجمة مرتدة سريعة، وبهذه النتيجة يحقق كيروش حلم منتخبه بالتأهل إلى نصف النهائي للمرة الأولى منذ عام 2004.
وحافظ منتخب إيران، الساعي لاستعادة الكأس الغائبة عن خزائنه منذ عام 1976، على مستواه الذي قدمه طوال مشواره بالبطولة، وكان بإمكانه الفوز بعدد أوفر من الأهداف، في ظل عجز المنتخب الصيني عن تهديد مرماه، وبدا واضحاً عدم رغبة لاعبي إيران في بذل المزيد من الجهد، خاصة بعد اطمئنانهم على الفوز في الشوط الثاني، من أجل أن يكونوا أكثر جاهزية للمواجهة المرتقبة أمام اليابان، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد أربعة ألقاب.
جاءت البداية قوية من الجبهة اليسرى الإيرانية عن طريق الثلاثي الحسن حاجي ومحمد ميلاد ومهدي تاريمي، ومثلت مصدر الإزعاج الذي أعده كيروش لمفاجأة ليبي ولاعبيه، ولعب الفريقان بطريقتين مختلفتين، الصين «4-5-1»، وإيران «4-4-2»، وركز المدربان على امتلاك منطقة المناورات، ولأن إيران أكثر تنظيماً، وجرأة وديناميكية في تبادل المراكز، فإنه نجح في السيطرة على الوسط، وبدا الصين معتمداً على التأمين الدفاعي، مع المرتدات السريعة على استيحاء، ويستغل أزمون خطأ دفاعياً من فينج ويمرر الكرة إلى مهدي طارمي المنفرد، فلم يجد صعوبة في تسجيل الهدف الأول الذي لم يحرك ساكناً لدى الفريق الصيني، واستمر الهجوم لمصلحة إيران، وبخطأ مكرر يسجل أزمون الهدف الثاني في الدقيقة 30، في تأكيد على نجاح كيروش في التفوق على ليبي تماماً، وحسم معه موقعة وسط الملعب، وشل أفكاره بطريقة الضغط العالي التي اعتمد عليها في الضغط المتقدم على الكرة، وإجبار الصينيين على الخطأ من خلال «مثلث الخطر» أزمون وسيد أشيكان وعلي رضا، ويبدو أن ليبي فوجئ بطريقة كيروش.
دخل «التنين» الشوط الثاني مندفعاً إلى الهجوم، على أمل تقليص الفارق، إلا أن الكفة عادت لمصلحة أزمون ورفاقه.
مضت دقائق الشوط الثاني ثقيلة على الصين الذي لم يستغل خبرة لاعبيه الكبار في السن، ولم يترجمها إلى أفضلية وانضباط، في مقابل استمرار التألق والتفوق للمنافس، ومن هجمة مرتدة سريعة يستغل كريم أنصاري انفراداً من وسط الملعب ويتقدم بالكرة وهز الشباك بالهدف الثالث، وتأكيد تأهل إيران إلى نصف النهائي.

ليبي: الخروج بهذه الطريقة «غير مقبول»!
أبدى مارشيلو ليبي، المدير الفني لمنتخب الصين حزنه للخسارة ووداع كأس آسيا، بسبب الأخطاء التي ارتكبها الفريق في مباراة ربع النهائي مساء أمس، مؤكداً أنه يدرك تاماً أن منتخب إيران قوي للغاية، ويمكن أن يتفوق على «التنين»، إلا أن طريقة الخروج بهذه الطريقة غير مقبولة، وعاد ليبي ليشيد بمجهود جميع لاعبيه طوال البطولة، وما قدموه من مباريات، ما أهلهم للوصول إلى دور الثمانية، مبدياً شكره للجميع.
وقال: أودع المنتخب الصيني بعد نهاية عقدي معه، حاولت صناعة منتخب جيد، وتطوير الفريق وتقويته ليكون نداً لأقوى المنتخبات، وأعتقد أنني نجحت في جزء من هذا العمل منذ أن تسلمت المهمة، وكنت أريد الوصول إلى أبعد من ربع النهائي في البطولة، لكننا لم نتمكن من ذلك، أتفهم قوة منتخب إيران، وصلابته التي أظهرها في اللقاء، لكننا ارتكبنا أخطاءً لا تغتفر أمامه، وهذا السبب المهم في خسارة اللقاء، حاولنا كثيراً، وصنعنا فرصاً عديدة، لكننا لم نوفق في تسجيل أي هدف، وفي الوقت ذاته سمحنا لهم بالتسجيل ثلاث مرات.

كيروش: وضعنا الصين تحت الضغط الشديد
أشاد كارلوس كيروش، المدير الفني لمنتخب إيران بأداء لاعبيه خلال اللقاء الصعب على حد وصفه، مؤكداً أن اللاعبين أظهرو روحاً عالية ورغبة كبيرة أمام الصين الذي يشرف على تدريبه أحد أفضل المدربين عبر التاريخ، وأوضح أن اللقاء لم يكن سهلاً على الإطلاق، بغض النظر عن النتيجة، مؤكداً أن الحذر واحترام المنافس هو السبب في الفوز.
وقال: فريقي أظهر رغبة كبيرة وقوة، كنا نستحق الفوز، لأننا تحكمنا في اللعب ووضعنا الفريق الصيني تحت الضغط الشديد، وأجبرناه على ارتكاب الأخطاء، والتي نجحنا في استغلالها بطريقة مثالية، ومن المهم اللعب بحذر، لأننا نخوض اللقاء أمام مدرب كبير، يملك من الخبرة الكثير، ويمكنه خطف النتيجة في أي وقت، ونجحنا في المهمة، لكنها لم تنته بعد، وتنتظرنا مباراة صعبة في نصف النهائي أمام اليابان، ويجب أن نركز على تفادي الأخطاء، لأن اليابان ممكن أن يستغلها بكل تأكيد عندما نلعب معه.
وعن غياب مهدي مهدي طارمي، قال: أي لاعب يغيب عن الفريق يعتبر خسارة بكل تأكيد، لا يمكن الجزم بأحقيته للبطاقة من عدمه، لأنني لم أشاهد الإعادة، لكن الغياب أمر متوقع لأي لاعب في البطولة، ومستعدون للأمر، ونعمل على تجهيز البديل سريعاً، والتحضير للمباراة القادمة، ليس هناك وقت للراحة، وعلينا تقديم أفضل مما قدمناه أمام الصين، ومنتخب اليابان يملك خبرة كبيرة، ويستثمرها في البطولة بصورة مميزة، ولدينا الرغبة والإصرار على تجاوز أي مصاعب.